ما هذه الضجة؟ من كان على الباب فليدخل. فخرج الغلام، ثم عاد إليه، وقال: إنه أحد أعدائك أخذ وقد أوثق بالحديد، والغلمان ينتظرون أمرك فيه. فرفع الطويس يده عن الطعام، فقال رجل من جلسائه: الحمد لله الذي أمكنك من عدوك، فسبيله أن تسقي الأرض من دمه. وأشار كل جلسائه عليه بقتله... وهو ساكت. ثم قال: يا غلام، فك عنه وثاقه، ويدخل إلينا مكرما. ثم التف إلى جلسائه وقال لهم: إن أفضل الأصحاب من حض الصاحب على المكارم، ونهاه عن المآثم؛ وحسن لصاحبه أن يجازي الإحسان بضعفه، والإساءة بصفحه... فإن ذلك أدوم للنعمة، وأجمع للألفة.
— قصص العرب
(book)
by إبراهيم شمس الدين
(see stats)
|