|
والعرب أعظم ما يتطيرون منه الغراب، فالقول فيه أكثر من أن يطلب عليه شاهد ويسمونه حاتما لأنه يحتم عندهم بالفراق، ويسمونه الأعور على جهة التطير بصرا، وفيه يقول بعضهم: إذا ما غراب البين صاح فقل به، ترفق رماك الله يا طير بالبعد؛ لأنت على العشاق أقبح منظر، وأبشع في الأبصار من رؤية للحد؛ تصيح ببين ثم تعثر ماشيا، وتبرز في ثوب من الحزن مسود؛ متى صحت صح البين وانقطع الرجا، كأنك من يوم الفراق على وعد. وأعرض بعضهم عن الغراب وتطير بالإبل، وسبب ذلك لكونها تحمل أثقال من ارتحل. وفي ذلك قال بعضهم مفردا أجاد: زعموا بأن طيهم سبب النوى، والمؤذنات بفرقة الأحباب. وقالوا: من تطير من شيء وقع فيه.
|